أخبار جديدة ورائعة في مجال التكنولوجيا والمجال الطبي، يشهد اليوم فتح سبل جديدة لعلاج الحالات العصبية والتحكم في الأطراف الصناعية. نحن نخطو خطوات كبيرة في مجال تركيب الأعصاب الطرفية!
فقد طور باحثون من جامعة كامبريدج أجهزة صغيرة ومرنة ومذهلة للغاية وصغيرة الحجم وقليلة التوغل يمكنها تطويق الأعصاب دون التسبب في أي ضرر.مما سيفتح عالماً جديداً بالكامل من الإمكانيات للعلاجات المستهدفة.
يجب أن نعلم أن الأدوات التقليدية للربط مع الأعصاب الطرفية قديمة الطراز وشديدة الإرهاق وربما تشكل احتمال حدوث تلف في الأعصاب.
ومع كل خطوة نحو المستقبل ، هناك حاجة ملحة لتطوير واعتماد تقنيات جديدة وأكثر تقدماً توفر خيارات أكثر أماناً ودقة وأقل جراحة للتفاعل مع الجهاز العصبي. هذا التطور ضروري ليس فقط لتحسين حالات المرضى فقط ولكنه ضروري أيضاً لزيادة فهمنا وقدراتنا في مجال التكنولوجيا العصبية.
وقد استخدم الفريق من جامعة كامبريدج الإلكترونيات المرنة والروبوتات اللينة لهندسة هذه الأجهزة، وتتكون الأصفاد الرقيقة جداً من طبقتين وتتغير أحجامها من خلال تطبيق بضع مئات من الميليفولت من الكهرباء.
يمكن وضع هذه الأصفاد في إبرة وحقنها بالقرب من العصب. وعندما يتم تفعيلها بالكهرباء، يتغير شكلها لتطويق العصب، مما يتيح مراقبة أو تعديل نشاط الأعصاب.
إن الجهد المنخفض المطلوب للتشغيل هو ميزة أمان رئيسية، حيث يمكن تغيير شكل الأصفاد في كلا الاتجاهين وإعادة برمجتها، وهو أمر رائع لأنه يعني أنه يمكن أن يتم تعديل مقاسها للحصول على أفضل النتائج عند مراقبة الأعصاب.
من ناحية أخرى، فإن “أصفاد الأعصاب الروبوتية” الجديدة التي ابتكرها فريق كامبريدج لطيفة بما يكفي للإمساك بالألياف العصبية الحساسة دون إلحاق أضرار. وقد أظهرت هذه الأصفاد العصبية في الاختبارات التي أجريت على الفئران أنه يمكن التحكم بها بجهد كهربائي ضئيل للغاية. ويعني ذلك أنها يمكن أن تشكل حلقة ذاتية الإغلاق حول الأعصاب دون الحاجة إلى وجود غرز جراحية أو مواد لاصقة.
هذه الأجهزة المدهشة وهذه التقنية الجديدة لديها الكثير من الاستخدامات والفوائد المحتملة، حيث يمكن استخدام هذه الأجهزة لتشخيص وعلاج الاضطرابات مثل الصرع والألم المزمن، كما يمكن أن تساعد في تخفيف الألم عن طريق سد مسارات الألم أو حجب إشارات الألم ، كما يمكن أن تساعد في استعادة الحركة في الأطراف المشلولة عن طريق نقل الشحنات الكهربائية إلى الأعصاب كما تسمح هذه التكنولوجيا بالتحكم في الأطراف الاصطناعية بطريقة أكثر دقة وأكثر طبيعية.
هناك الكثير من التحديات التي ينبغي حلها و الكثير من الابتكارات التي يجب القيام بها في تصميم هذه الأقطاب العصبية الجديدة ، على الرغم من كونها الأقل توغلاً، إلا أن الأصفاد العصبية الحالية لا تزال حتى اليوم ضخمة جداً وقاسية وصعبة الزرع، وتتطلب معالجة كبيرة ومن المحتمل أن تسبب صدمة عصبية ، وبسبب أن هذه الأجهزة المزروعة توفر وصولاً مباشراً إلى الألياف العصبية، فهي تنطوي على بعض المخاطر.
تساعد هذه التقنية الجديدة في الوصول إلى الأعصاب التي يصعب الوصول إليها من خلال الجراحة التقليدية، مثل تلك التي تتحكم في الألم أو الرؤية أو السمع. وكشفت التجارب التي أجريت على الفئران أنه يمكن وضع الأصفاد دون تدخل جراحي، بحيث تشكل الأصفاد حلقة ذاتية الإغلاق حول العصب المستهدف. ويسعى الفريق إلى إجراء المزيد من الاختبارات على الحيوانات ويأمل في بدء التجارب على البشر في المستقبل القريب.
هذه التقنيات التي يتم تطويرها هي أقل توغلاً وأكثر أماناً من الطرق السابقة، مما يقلل من المخاطر ويفتح إمكانيات جديدة للتدخلات الطبية. حيث تسمح هذه التقنيات بالتشخيص والعلاج بدقة عالية، وقد تساعد أيضاً الأشخاص الذين يعانون من حالات عصبية لم يكن من الممكن علاجها سابقاً. مع كل هذه الإمكانات المذهلة، نحن على أعتاب حقبة جديدة من الابتكارات الطبية والتقنية العصبية. سيؤدي ذلك إلى تحسين العلاج العصبي ونوعية الحياة للعديد من الأشخاص.